مدرسة جمال عبد الناصر

شارك معنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مدرسة جمال عبد الناصر

شارك معنا

مدرسة جمال عبد الناصر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تعليى


    المعلم مابيدفعش تداكر

    خالد سعد
    خالد سعد
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 2369
    العمر : 58
    العمل/الترفيه : معلم اول أ
    نقاط تميز : 3000
    رقم العضويه : 1
    تاريخ التسجيل : 12/11/2008

    المعلم مابيدفعش تداكر Empty المعلم مابيدفعش تداكر

    مُساهمة من طرف خالد سعد الثلاثاء مارس 23, 2010 1:10 am

    الكثير منا يصر على دفع التكاليف قبل حتى معرفة الثمن و خاصة فيما يتعلق بالأمور المادية المعتادة في حياتنا !! لماذا لا أعلم لعل طبيعة الإنسان تحتاج المزيد من التهجين و التهذيب عن ما هي عليه!!! أعجبت بقصة وصلتني من أحد الزملاء و التي تتحدث عن سائق الباص و المعلم " الشاب الضخم " فهذه القصة تروي السيرة الذاتية لطبيعة الإنسانية .

    حيث كالمعتاد يذهب سائق الباص في طريقه من محطة إلى أخرى، وبينما هو في طريقه توقف بإحدى المحطات، صعد أحد الركاب وهو شاب عملاق كأنه بطل كمال أجسام، وعلى وجهه علامات الشر قد تركت على وجهه أثار المشاكل.. فسأله السائق عن التذاكر.. فأجابه والشر يتطاير من عينيه: أنا مابدفعش تذاكر !!

    تركه السائق على استحياء وتابع طريقه، وفي اليوم التالي ركب نفس العملاق ونظر إليه السائق برعب وسأله نفس السؤال بنبرة مرتعدة.. فأجابه العملاق بغلظة: المعلم مابيدفعش تذاكر تكرر هذا المشهد مرات ومرات.. نفس السؤال ونفس الإجابة.. دون أن يتجرأ السائق أو حتى يفكر في مناقشة العملاق
    فارق النوم عين السائق وأصابته الكآبة والخجل من نفسه ومن الركاب اللذين ينظرون أليه على أنه جبان.. وبدأ يتغيب عن العمل في محاولة منه للهروب من المشكلة.. ولكنه قرر أن يواجه نفسه ويتحداها، فذهب بجسمه النحيل وقامته القصيرة إلى إحدى مراكز التدريب وسجل نفسه في دورات تدريب كمال أجسام، كونغ فو، جودو وكارتيه
    ومضت أشهر وهو يكافح ويناضل من أجل تحرير نفسه من الخوف حتى أتقن كل فنون الدفاع عن النفس ونال منها أشكال من الميداليات وألوان من الأحزمة

    وحانت لحظة المواجهة مع المشكلة التي خاض كل ذلك من أجلها فعاد إلى عمله المعتاد واتجه إلى نفس المحطة، وهو يبحث عن هذا العملاق.. وما أن صعدت الفريسة الباص حتى نهض السائق وسأله بنبرة يملؤها الثقة بالنفس: تذاكر، فأجابه العملاق بنفس الطريقة: المعلم مابيدفعش تذاكر فأمسك السائق بقميص العملاق من رقبته وسط ذهول الركاب وصاح بصوت عال وعينان تشتعل منهما النار: المعلم مابيدفعش تذاكر ليه يعني؟ فأجابه العملاق بصوت هادئ : المعلم معاه اشتراك، نعم المعلم " الشاب الضخم " يوجد معه بطاقة دفع مسبق و هو ليس بحاجة لأن يدفع نقداً لسائق.


    و هنا كانت مشكلة السائق باستعجال وجود المشكلة قبل التأكد من وجودها أصلا و بهذا بدء بالبحث عن الحل المناسب لمشكلته الغير موجودة في الأصل!! و هذا كلفه أيام و شهور من التدريب و التعب و التفكير و دفع المال، فلماذا لا نجنب أنفسنا كل ذلك من خلال التأكد أذا ما كانت المشكلة موجودة لكي نبحث لها عن حل.

    حكمـــة

    " من فنون الإدارة، التأكد من وجود مشكلة قبل بذل أي مجهود لحلها "

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 4:47 pm