مدرسة جمال عبد الناصر

شارك معنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مدرسة جمال عبد الناصر

شارك معنا

مدرسة جمال عبد الناصر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تعليى


    التكنولوجيا والبيئة والطبيعة

    avatar
    عمرو خالد


    ذكر عدد الرسائل : 163
    العمر : 29
    نقاط تميز : نقاط تميز العضو
    رقم العضويه : 14
    تاريخ التسجيل : 22/11/2008

    التكنولوجيا والبيئة والطبيعة Empty التكنولوجيا والبيئة والطبيعة

    مُساهمة من طرف عمرو خالد الجمعة أغسطس 28, 2009 11:54 am

    الثورة التكنولوجية الخضراء ستلغي الجوع في العالم. التقنية النووية ستحل مشكلات الطاقة، فهي نظيفة، وآمنة. وبسعر جيد. التلفزيون سيخلق وعياً عالمياً وسيأتي بالسلام والتفاهم بين البشر. بفضل المعلوماتية الدقيقة، سيحصل البشر في سائر أرجاء المعمورة على كل المعلومات التي يحتاجون إليها بكبسة زر واحدة”.
    هذا غيض من فيض القصف الإعلامي الذي نتعرض إليه يومياً حول الدور السحري للتكنولوجيا. وهو قصف متواصل إلى درجة أنه نادراً مايخطر لنا أن نتساءل عن الأبعاد السياسية الخفية للتكنولوجيا، وعن الأثر الذي تلعبه في عملية تسارع العولمة وسيطرة الشركات الكبرى على مراكز القرار.
    بيد أن ناقد التكنولوجيا الكبير لانغدون وينر يوضح أن: “كل الأشياء في الواقع لها محتوى سياسي”، وهذا يعني أن أي نوع من التكنولوجيا له عواقب اجتماعية وسياسية وبيئية ملموسة. وهذا ما يجب أن يدفعنا إلى طرح أسئلة من نوع:


    كيف تغيّر التكنولوجيا حياتنا ونظرتنا إلى أنفسنا ومفهومنا عن المجتمع والسياسة والطبيعة؟ ما هي آثارها في صحة البشر وفي البيئة؟ كيف تعيد تنظيم السلطة في المجتمع والعالم، ولمصلحة من؟

    مجلة “بدائل” البيئية نشرت مؤخراً دراسة لباحثين فرنسيين بارزين خرجوا فيها بالردود الآتية على هذه الأسئلة:
    1 الطريقة التي تُبث فيها المعلومات في ما يتعلق بالتكنولوجيا تأتي دوماً من قبل الشركات والعلماء الذين وضعوا هذه التكنولوجيا وسوّقوها. فهم المستفيدون من إعطائنا صورة جيدة عنها، كما أن وصفهم المتفائل لها تدعمه مئات ملايين الدولارات من الإعلانات والحملات الموجهة للجمهور الذي لا يبدأ بالتعرف إلى آثارها المدمرة للإنسان والطبيعة، إلا بعد أن يتم تعميمها.
    2 رضوخنا الكامل للتكنولوجيا مرتبط بالفوائد التي تؤمنها لنا. فالسيارة تأخذنا إلى الأماكن التي نريد. والتلفزيون يأتينا بالاسترخاء. والطائرة تختصر مساحات الكوكب. والكمبيوتر ينظم المعلومات ويخزنها ويصلنا بالآخرين الذين يفكرون مثلنا. كل تكنولوجيا مفيدة، وإلاّ لما كانت أثارت كل هذا الاهتمام لدينا، أو هكذا يقولون لنا.
    3 بيد أن كل ذلك “خداع ساحر”، فالتكنولوجيا ليست محايدة، وهي تتضمن في الواقع تحولات سياسية كبرى محددة سلفاً.


    ما طبيعة هذه التحولات؟

    إنها تتعلق بالقرارات الكبرى حول أنماط عيشنا.
    على سبيل المثال، الشركات الكبرى هي التي قررت أن نعتمد على الطاقة النووية بدلاً من الشمسية، رغم الكوارث الكبرى التي تتسبب فيها الأولى والتوازن البيئي الكامل الذي توفّره الثانية. والسبب؟ الطاقة الشمسية يمكن توفيرها من دون الشركات العملاقة، في حين أن الطاقة النووية تعتمد بالكامل على هذه الأخيرة. ثم ان إنتاج الطاقة النووية يحتاج أيضاً إلى حماية عسكرية ضد الإرهاب وسرقة المواد الخطرة، وهو يولّد في النهاية نفايات مرعبة يحتاج بعضها إلى التخزين في أماكن محصنة لفترة قد تصل إلى مائتين وخمسين ألف عام، وهي مهمة تطرح العديد من المشكلات التقنية غير المحلولة، تتطلب طوال هذه المدة حضوراً وحماية من الشركات على كل الصعد التقنية والعلمية والعسكرية.
    وكما الأمر مع الطاقة النووية، كذلك مع السيارة والكمبيوتر والتلفزيون وبقية الأدوات التكنولوجية التي تستخدمها مؤسسات العولمة لممارسة سحرها على العالم.


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 12:04 am