في
نفسه قوة فوق قوة البشر، فكان ذا فكر نير، وبصيرة وقيادة، واشتهر بدماثة الأخلاق، ولين العريكة، والتواضع وحسن المعاملة مع الناس، قضى محمد – صلى الله عليه وسلم - أربعين سنة مع الناس بسلام وطمأنينة، وكان جميع أقاربه يحبونه حباً جماً، وأهل مدينته يحترمونه احتراماً عظيماً، لما عليه من المبادئ القويمة، والأخلاق الكريمة، وشرف النفس، والنزاهة" [6].
إن فضل الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم - على العرب لا
حد له؛ إذ أخرجهم من الجاهلية إلى نور الإسلام؛ يقول المستشرق الأيرلندي المستر هربرت وايل في كتابه (المعلم
الكبير): "بعد ستمائة سنة من ظهور
المسيح ظهر محمد – صلى الله عليه وسلم - فأزال كل الأوهام، وحرم عبادة الأصنام، وكان يلقبه الناس بالأمين، لما كان عليه من الصدق والأمانة، وهو الذي أرشد أهل الضلال إلى الصراط المستقيم" [7].
ويضيف هنري سيروي
أن محمداً – صلى الله عليه وسلم - لم يغرس في نفوس الأعراب مبدأ
التوحيد فقط، بل غرس فيها أيضاً المدنية والأدب [8].
ويتحدث الباحث الأمريكي جورج دي
تولدز( 1815-1897)، عن فضل
الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم - على العرب حين نقلهم من الهمجية
إلى المدنية، وعن دور الرسالة في تبديل أخلاق عرب الجاهلية، حين عمر ضياء الحق والإيمان قلوبهم، فيقول:
"إن من الظلم
الفادح أن نغمض الجفن عن حق محمد – صلى الله عليه وسلم - والعرب على ما علمناهم من التوحش قبل بعثته، ثم كيف تبدلت الحالة بعد إعلان نبوته، وما أورته الديانة الإسلامية من النور في قلوب الملايين من الذين اعتنقوها بكل شوق وإعجاب من الفضائل؛ لذا فإن الشك في بعثة محمد– صلى الله عليه وسلم - إنما هو شك في القدرة الإلهية التي تشمل الكائنات جمعاء"
[9].
من أعظم الآثام أن نتنكر لدور النبي محمد – صلى الله
عليه وسلم -:
يؤكد ذلك م. ج. دُرّاني [10] بقوله:
"..وأخيراً أخذت أدرس حياة النبي محمد – صلى الله
عليه وسلم - فأيقنت أن من أعظم
الآثام أن نتنكر لذلك الرجل الرباني الذي أقام مملكة لله بين أقوام
كانوا من قبل متحاربين لا يحكمهم قانون، يعبدون الوثن، ويقترفون كل الأفعال المشينة، فغير طرق تفكيرهم، لا بل بدل عاداتهم وأخلاقهم، وجمعهم تحت راية واحدة، وقانون واحد، ودين واحد، وثقافة واحدة، وحضارة واحدة، وحكومة واحدة..
وأصبحت تلك الأمة التي لم تنجب رجلاً عظيماً واحداً يستحق الذكر منذ عدة قرون، أصبحت تحت تأثيره وهديه
تنجب ألوفاً من النفوس الكريمة التي انطلقت إلى أقصى
أرجاء المعمورة، تدعو إلى مبادئ الإسلام وأخلاقه،
ونظام الحياة الإسلامية، وتعلم الناس أمور الدين الجديد" [11].
وتقول الشاعرة الإنكليزية اللايدي
إيفلين كوبرلد في كتابها (الأخلاق):
"لعمري لقد استطاع
محمد– صلى الله عليه وسلم - القيام بالمعجزات والعجائب، لما تمكن من
حمل هذه الأمة العربية الشديدة العنيدة على نبذ الأصنام، وقبول الوحدانية الإلهية، ولقد كان محمد– صلى الله عليه وسلم - شاكراً حامداً، إذ وفق إلى خلق العرب خلقاً جديداً، ونقلهم من الظلمات إلى النور، ومع ذلك كان محمد - صلى الله عليه وسلم - سيد جزيرة العرب، وزعيم قبائلهم، فإنه لم يفكر في هذه، ولا راح يعمل لاستثمارها، بل ظل على حاله، مكتفياً بأنه رسول الله، وأنه خادم المسلمين، ينظف بيته بنفسه، ويصلح حذاءه بيده، كريماً باراً كأنه الريح السارية، لا يقصده فقير أو بائس إلا تفضل عليه بما لديه، وكان يعمل في سبيل الله والإنسانية" [12].
كان فضل النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - على العرب من العمق وبُعد الأثر لا يحصره زمان أو يحده مكان، عاشته أمة الإسلام، وما زال وسيظل
باقياً خالداً، يقول الباحث قسطاكي حمصي (1858-1941) :
"إذا كان سيد
قريش نبي المسلمين ومؤسس دينهم، فهو أيضاً نبي العرب، ومؤسس جامعتهم
القومية، وإنه من الحمق والمكابرة أن ننكر ما لسيد قريش من بعيد الأثر في توحيد اللهجات العربية، وقتل العصبيات الفرعية في نفوس القبائل، بعد أن أنهكها القتال في قتال الصحراء، وتناحر ملوكها في الشام والعراق تناحراً أطال أمد الحماية الرومانية والفارسية في البلدين الشقيقين حتى الفتح الإسلامي..
فمن الخطأ أن ننكر ما للرسول العربي الكريم، وخلفائه من يد على الشرق، في إثارة تلك الحماسة
والبطولة النادرة المتدفقة في صدور أولئك الصحب
الميامين، الذين كانوا قابعين في حزون الجزيرة وبطاحها،
في سبيل الفتح، والمنافحة لتحرير الشرق من رق الرومان وأسر الفرس،
إن سيد قريش هو المنقذ الأكبر للعرب من فوضى الجاهلية، وواضع حجر الزاوية، في صرح نهضتهم الجبارة المتأصلة في تربة الخلود" [13].
نفسه قوة فوق قوة البشر، فكان ذا فكر نير، وبصيرة وقيادة، واشتهر بدماثة الأخلاق، ولين العريكة، والتواضع وحسن المعاملة مع الناس، قضى محمد – صلى الله عليه وسلم - أربعين سنة مع الناس بسلام وطمأنينة، وكان جميع أقاربه يحبونه حباً جماً، وأهل مدينته يحترمونه احتراماً عظيماً، لما عليه من المبادئ القويمة، والأخلاق الكريمة، وشرف النفس، والنزاهة" [6].
إن فضل الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم - على العرب لا
حد له؛ إذ أخرجهم من الجاهلية إلى نور الإسلام؛ يقول المستشرق الأيرلندي المستر هربرت وايل في كتابه (المعلم
الكبير): "بعد ستمائة سنة من ظهور
المسيح ظهر محمد – صلى الله عليه وسلم - فأزال كل الأوهام، وحرم عبادة الأصنام، وكان يلقبه الناس بالأمين، لما كان عليه من الصدق والأمانة، وهو الذي أرشد أهل الضلال إلى الصراط المستقيم" [7].
ويضيف هنري سيروي
أن محمداً – صلى الله عليه وسلم - لم يغرس في نفوس الأعراب مبدأ
التوحيد فقط، بل غرس فيها أيضاً المدنية والأدب [8].
ويتحدث الباحث الأمريكي جورج دي
تولدز( 1815-1897)، عن فضل
الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم - على العرب حين نقلهم من الهمجية
إلى المدنية، وعن دور الرسالة في تبديل أخلاق عرب الجاهلية، حين عمر ضياء الحق والإيمان قلوبهم، فيقول:
"إن من الظلم
الفادح أن نغمض الجفن عن حق محمد – صلى الله عليه وسلم - والعرب على ما علمناهم من التوحش قبل بعثته، ثم كيف تبدلت الحالة بعد إعلان نبوته، وما أورته الديانة الإسلامية من النور في قلوب الملايين من الذين اعتنقوها بكل شوق وإعجاب من الفضائل؛ لذا فإن الشك في بعثة محمد– صلى الله عليه وسلم - إنما هو شك في القدرة الإلهية التي تشمل الكائنات جمعاء"
[9].
من أعظم الآثام أن نتنكر لدور النبي محمد – صلى الله
عليه وسلم -:
يؤكد ذلك م. ج. دُرّاني [10] بقوله:
"..وأخيراً أخذت أدرس حياة النبي محمد – صلى الله
عليه وسلم - فأيقنت أن من أعظم
الآثام أن نتنكر لذلك الرجل الرباني الذي أقام مملكة لله بين أقوام
كانوا من قبل متحاربين لا يحكمهم قانون، يعبدون الوثن، ويقترفون كل الأفعال المشينة، فغير طرق تفكيرهم، لا بل بدل عاداتهم وأخلاقهم، وجمعهم تحت راية واحدة، وقانون واحد، ودين واحد، وثقافة واحدة، وحضارة واحدة، وحكومة واحدة..
وأصبحت تلك الأمة التي لم تنجب رجلاً عظيماً واحداً يستحق الذكر منذ عدة قرون، أصبحت تحت تأثيره وهديه
تنجب ألوفاً من النفوس الكريمة التي انطلقت إلى أقصى
أرجاء المعمورة، تدعو إلى مبادئ الإسلام وأخلاقه،
ونظام الحياة الإسلامية، وتعلم الناس أمور الدين الجديد" [11].
وتقول الشاعرة الإنكليزية اللايدي
إيفلين كوبرلد في كتابها (الأخلاق):
"لعمري لقد استطاع
محمد– صلى الله عليه وسلم - القيام بالمعجزات والعجائب، لما تمكن من
حمل هذه الأمة العربية الشديدة العنيدة على نبذ الأصنام، وقبول الوحدانية الإلهية، ولقد كان محمد– صلى الله عليه وسلم - شاكراً حامداً، إذ وفق إلى خلق العرب خلقاً جديداً، ونقلهم من الظلمات إلى النور، ومع ذلك كان محمد - صلى الله عليه وسلم - سيد جزيرة العرب، وزعيم قبائلهم، فإنه لم يفكر في هذه، ولا راح يعمل لاستثمارها، بل ظل على حاله، مكتفياً بأنه رسول الله، وأنه خادم المسلمين، ينظف بيته بنفسه، ويصلح حذاءه بيده، كريماً باراً كأنه الريح السارية، لا يقصده فقير أو بائس إلا تفضل عليه بما لديه، وكان يعمل في سبيل الله والإنسانية" [12].
كان فضل النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - على العرب من العمق وبُعد الأثر لا يحصره زمان أو يحده مكان، عاشته أمة الإسلام، وما زال وسيظل
باقياً خالداً، يقول الباحث قسطاكي حمصي (1858-1941) :
"إذا كان سيد
قريش نبي المسلمين ومؤسس دينهم، فهو أيضاً نبي العرب، ومؤسس جامعتهم
القومية، وإنه من الحمق والمكابرة أن ننكر ما لسيد قريش من بعيد الأثر في توحيد اللهجات العربية، وقتل العصبيات الفرعية في نفوس القبائل، بعد أن أنهكها القتال في قتال الصحراء، وتناحر ملوكها في الشام والعراق تناحراً أطال أمد الحماية الرومانية والفارسية في البلدين الشقيقين حتى الفتح الإسلامي..
فمن الخطأ أن ننكر ما للرسول العربي الكريم، وخلفائه من يد على الشرق، في إثارة تلك الحماسة
والبطولة النادرة المتدفقة في صدور أولئك الصحب
الميامين، الذين كانوا قابعين في حزون الجزيرة وبطاحها،
في سبيل الفتح، والمنافحة لتحرير الشرق من رق الرومان وأسر الفرس،
إن سيد قريش هو المنقذ الأكبر للعرب من فوضى الجاهلية، وواضع حجر الزاوية، في صرح نهضتهم الجبارة المتأصلة في تربة الخلود" [13].